العملات المشفرة والخدمات العابرة للحدود
العملات المشفرة والخدمات العابرة للحدود
العملات المشفرة والخدمات العابرة للحدود- معاذ العزام
لقد جذب الاستثمار في تداول العملات المشفرة الكثيرين منا. ولا شك أن اتخاذ هذا القرار الاستثماري يتطلب البحث عن منصات التداول ومتطلبات التسجيل والرسوم وأهم العملات ومشاريعها وسلاسة تحويل الأموال من وإلى المحفظة الاستثمارية وغيرها من الجوانب ذات العلاقة. وعلى اختلاف النتائج التي نتوصل إليها والقرارات التي نتخذها بهذا الشأن فإن الثابت الوحيد هو نجاح العملات المشفرة في استقطاب عدد هائل من المستثمرين من كافة أنحاء العالم.
إن النجاح الذي حققته العملات المشفرة لا يعتمد فقط على الثورة التكنولوجية في تقنيات البلوك تشين، حيث أن جذب العدد الهائل والمتزايد من المستثمرين في ظل المحددات القانونية والتنظيمية لتداولها ما كان ليتحقق لولا نموذج تقديم الخدمة الرقمي العابر للحدود، فتداول العملات المشفرة يتم حاليا عبر منصات عالمية متاحة للجميع في كل الأوقات ومن كل مكان وبشكل متناسق مع جوهر اللامركزية المبتكر الذي يميز العملات المشفرة.
تطبيق هذا النموذج الناجح في تصميم الخدمات الحكومية يجعلها أكثر سلاسة، ويعزز فعاليتها في جذب المستثمرين المستهدفين في خدمات قطاع الأعمال (G2B)، فالخدمات العابرة للحدود تتيح للمستثمرين ترخيص وممارسة الأعمال والمساهمة في تقديم خدمات نوعية ودعم العجلة الاقتصادية دون الحاجة للتواجد الشخصي في الدولة.
كما أن الخدمات العابرة للحدود تتيح للمواطنين المقيمين خارج الدولة إنجاز معاملاتهم الحكومية بكفاءة وتعزز تجربتهم كونها توفر الخدمات دون الحاجة للتواجد في الدولة أو زيارة السفارات.
لا يزال الارتفاع المستمر في سقف توقعات المتعاملين من أبرز التحديات في مجال تقديم الخدمات الحكومية كونه يتأثر بجميع التجارب التي يعيشونها أو يتم مشاركتها معهم. لذا فإن الارتقاء بالخدمات إلى مستويات عالمية يتطلب تبني مفهوم الخدمات العابرة للحدود كمجال تركيز استراتيجي في تصميم خدمات لا تستهدف فئات تعيش ضمن دولة معينة فقط بل تتجاوز الحدود وتوسع الأفق وتمكن من جعل الدول أكثر جذبا للاستثمار والعيش برفاه.